مصر والجزائر.. علاقات تاريخية أكبر من كرة القدم!!
[17:49مكة المكرمة ] [16/11/2009]
طائرات مصرية محملة بالسلاح والرجال تهبط فوق التراب المغربي على الحدود مع الجزائر، بضعة رجال آخرين مسربلين بالأوشحة والسواد يظهرون فجأةً من على الجانب الآخر من الحدود، وكأنما أنبتتهم رمال الصحراء، يجرون إلى نقطة التقاء محددة سلفًا على الحدود، للالتقاء مع الطائرة والرجال على متنها، لا عوائق، لا مشكلات.
مقاتلون مصريون يهبطون من الطائرة حاملين صناديق السلاح والعتاد، يسلمونها إلى هؤلاء الرجال القادمين المتشحين بالظلام، تجري الطائرة مسرعة بعد أن أفرغت حمولتها من الرجال والعتاد فوق الأراضي العربية، بينما رفاق السلاح من المصريين والجزائريين يمشون الهوينى في حذر من أنْ تراهم نقاط حراسة المستعمر الفرنسي.
بعد سنوات قليلة تتحرر الجزائر، وفي صيف العام 1962م، يقف بن بيللا وهواري بومدين ومحمد بوضياف وغيرهم من رفاق رحلة الكفاح والتحرر الطويلة، ليوجهوا الشكر إلى مصر على دورها في تحرير العرب من نَيْر الاستعمار.
عبد الناصر وبن بيللا في الستينيات
مشهد قديم آخر من قبل ستة وثلاثين عامًا:
طائرات سلاح الجو الجزائري تشن غارةً في عمق سيناء المحتلة لتدك حصون العدو الصهيوني ومطاراته على الأرض المحتلة، جنبًا إلى جنب مع قريناتها التي تحمل أعلامًا عربيةً أخرى، مصرية، عراقية، ليبية، بينما الرئيس بومدين يتصل بالرئيس السادات كل ساعة تقريبًا، سائلاً عن الأخبار، وعارضًا المساعدة.
بعد سنوات قليلة تتحرر شبه جزيرة سيناء، ويقف المصريون حدادًا كل عام قارئين الفاتحة على أرواح شهداء حرب رمضان/ أكتوبر 1973م، ومن بينهم جزائريون وعرب ومسلمون من جنسيات مختلفة، فلا فارق، ولا مشكلات.
ما بين هذين المشهدَيْن، صار الكفاح واحدًا، وأصبح الدم واحدًا، واختلطت عظام ودماء المصريين والجزائريين في حفنة تراب واحدة، لا قدرةَ لأحد إلا لله تعالى، على التمييز بين رفات هذا وذاك.
مشاهد أخرى حديثة جدًّا، من أيام قليلة مضت:
دخان النيران يتصاعد من مدرجات أحد استادات كرة القدم، اللافتة لا توضح اسم الاستاد، هل هو استاد القاهرة أو استاد الخامس من يوليو أو "سانك جوييه" في الجزائر، لكن لا يهم، فالمشكلة واحدة هذه المرة.
مجموعة من الأفراد لا يمكن أنْ تعرف من شكلهم ولا من ملبسهم هل هم مصريون أم جزائريون، يعتدون على مجموعة أخرى من الأفراد، ولا أحد يعلم- أيضًا- هل هم مصريون أم جزائريون، فالملامح واحدة، واللسان واحد، والملابس من ذات النوع، وبذات السعر تقريبًا.
عناوين صحف حديثة منذ أيام قليلة مضت:
"أنباء عن وفاة مشجعين جزائريين بعد الهزيمة من مصر في تصفيات كأس العالم"، "اتهامات جزائرية للمشجعين المصريين بالاعتداء على أتوبيس البعثة الجزائرية في القاهرة وإصابة لاعبين"، "السفير الجزائري بالقاهرة ينفي مقتل جماهير الخضر عقب المباراة"، الجزائريون يحطمون مقر شركتَيْ مصر للطيران والمقاولين العرب والسفارة المصرية"، "المصريون بالجزائر: "الحقونا، إحنا بنموت"، والخارجية ترفع الأمر لأعلى المستويات"!!
ما بين هذا وذاك بون شاسع مثير للشجون والأحزان، ولكنه أيضًا مثير للتساؤلات، التساؤلات التي على رأسها سؤالان شديدا الأهمية: ما الذي قَلَبَ الصورة؟!، وهل ذلك في صالح الأمن القومي العربي؟!.
صورة مأساوية!!
إستاد القاهرة احتضن المباراة الأخيرة بين مصر والجزائر
فعلى الرغم من أن الرياضة من المفترض أنها خلقَتْ وظهرتْ من أجل الجَمْع ما بين شعوب العالم، وإفراغ شحنة التنافس ما بين الأمم في صورة حضارية بعيدة عن العنف والحروب والدمار، إلا أننا في عالمنا العربي لا نزال نفرغ الأحقاد وسواد العلاقات والصراعات الشخصية على ساحات الملاعب الرياضية.
ولنا أنْ نقارن ما بين ما يجري الآن على "محراب" مباراة مصر والجزائر، وكأنها معركة مقدسة، وبين مواقف أخرى كانت الرياضة فيها هي مفتاح التواصل بين الشعوب.
المثير للضحك وللأحزان في آن، أن هذه الصورة شارك في صنعها- للأسف الشديد- القيادات السياسية للبلدَيْن، وكان آخر ما جرى في هذا الإطار، إعلان الحكومتَيْن في كلٍّ من مصر والجزائر عن سفر عشرات آلاف من المشجعين مجانًا على حساب الدولة، لحضور مباراة السودان الفاصلة بين المنتخبَيْن، وكأن الفقر قد اختفى من شوارع وأزقة القاهرة والجزائر.
المدهش أن حرب غزة التي كانت تحرق فيها طائرات ودبابات العدو الصهيوني أجساد الأطفال الفلسطينيين، لم تتنادَ فيها النظم العربية لإرسال عشرات الآلاف من هؤلاء المتطوعين لإنقاذ غزة من حريقها الكبير، كما يجري حاليًّا، بل عندما دعا الإخوان المسلمون إلى ذلك زُجَّ بهم في السجون، ومنعت الحكومات في مصر والجزائر وغيرها من البلدان العربية مظاهرات الغضب التي خرجت احتجاجًا على محرقة غزة.
ولنقارن بين ما يجري في إطار سباق منتخبَيْ مصر والجزائر إلى جنوب إفريقيا- وكأنه سباقٌ لتحرير القدس والعراق وأفغانستان من الاحتلال الأمريكي الصهيوني- وبين ما فعلته شعوب الأرض قديمًا، عندما تعبت الشعوب المتحضرة قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام من الحروب والدماء، فاجتمعت في أثينا حاضرة الحضارة الإغريقية في ذلك الحين، لكي تأخذ قرارها بإقامة ما عُرفَ بعد ذلك بالألعاب الأوليمبية؛ حيث استبدلت هذه الأمم ساحات المعارك بساحات الرياضة، لكي تعبر عن تنافسها فيما بينها.
ولذلك صارت ألعاب القوى تستخدم ذات أدوات الحرب القديمة، مثل الرمح والمطرقة والقرص، وصارت ملاعب الأولمبياد أشبه في تخطيطها بساحات الحروب؛ حيث خصصت فيها مساحات واسعة للجري، لممارسة سباق الماراثون الذي كان في الأصل تخليدًا لذكرى أحد المحاربين الأبطال القدامى، ولكن من دون سلاح، وذلك كرسالة من هؤلاء لشعوب الأرض، أن قوة الأمم الحقيقية في صناعة البطل القادر على هزيمة أعدائه في تنافس سلمي شريف، بذات الأسلحة وعلى ذات الأرض، ولكن من دون إراقة دماء.
ولنقارن- أيضًا- حديثًا بين ما يجري بين بلدَيْن عربييْن في هذا الإطار، وبين ما تم بين أرمينيا وتركيا؛ حيث كانت كرة القدم هي مفتاح السر في استعادة العلاقات بين البلدين بالرغم من كل ما صبغ تاريخها من دماء، فكان لحضور عبد الله جول مباراة لكرة القدم بين منتخبَيْ البلدَيْن قبل أشهر هو بداية سلسلة من الخطوات قادت للتوقيع على اتفاق زيوريخ الأخير أقام علاقات ما بين البلدَيْن.
كيف حدث؟!
السؤال فعلاً الآن هو لماذا جرى ما جرى؟!، والإجابة بكل بساطة ذات جناحَيْن، الأول هو نجاح مخططات القوى الاستعمارية العالمية في فصم عرَى العلاقات ما بين الشعوب والحكومات العربية والإسلامية، وجعلها تنظر إلى بعضها البعض في صورة الأعداء، بينما عدو الأمة الحقيقي، الكيان الصهيوني، يظهر بمظهر حمامة السلام!
وتم تطبيق هذا المبدأ في كل المجالات تقريبًا، ففي السياسة صارت إيران- بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع سياسات نظامها- هي العدو وليس الكيان الصهيوني، وفي الثقافة أصبح ممثل السعودية على مقعد اليونسكو هو المنافس الرئيسي-!!- للمرشح المصري في انتخابات الدورة قبل الماضية.
وفي الرياضة صارت مصر هي عدو الجزائر، والجزائر هي عدو مصر، بدلاً من التنافس الشريف، والفرح لوصول ممثل للعرب يشجعه الجميع، بغض النظر عن الجنسيات، في كأس العالم المقبلة.
الجناح الثاني للأزمة هو الأنظمة العربية ذاتها؛ حيث صارت تنظر إلى مصالحها على أنها الأولوية الرئيسية لها، وليس مصالح شعوبها ومصالح الأوطان، وصارت مسئوليتها الأولى هي البقاء في الحكم؛ ولذلك اعتمدت كل وسائل إلهاء الشعوب عن حالها المتدهور، وباتت تسعى بكل طريقة إلى تحقيق انتصارات زائفة، للظهور بمظهر أفضل أمام الشعوب المتْعَبة.
وبطبيعة الحال هذا الوضع لا يخدم الأمن القومي العربي في شيء، بل على العكس، والمتابع للواقع العربي في الوقت الراهن يكاد يجزم أن هذه الروح السيئة التي ظهرت في "صراع المباراة" هذا هو السبب في كل المآسي العربية.
فهذه الروح جعلت كل بلد عربي ينكفئ على نفسه، مما ترك كل بلد عربي وحده نهبةً للمستعمر الجديد، وهو ما ظهر جليًّا في الاحتلال الأمريكي للعراق.
وفي النهاية، فإن معالجة هذه الصورة، لن تكون سوى بتغيير أعمق من مجرد ترديد شعارات في الصحف ووسائل الإعلام، لا يتم تنفيذ روحها، تغيير يعيد معاني الإخاء إلى شعوب الأمة العربية والإسلامية، ويجعلها تؤمن تمامًا أن الأصل واحد!!.
[17:49مكة المكرمة ] [16/11/2009]
طائرات مصرية محملة بالسلاح والرجال تهبط فوق التراب المغربي على الحدود مع الجزائر، بضعة رجال آخرين مسربلين بالأوشحة والسواد يظهرون فجأةً من على الجانب الآخر من الحدود، وكأنما أنبتتهم رمال الصحراء، يجرون إلى نقطة التقاء محددة سلفًا على الحدود، للالتقاء مع الطائرة والرجال على متنها، لا عوائق، لا مشكلات.
مقاتلون مصريون يهبطون من الطائرة حاملين صناديق السلاح والعتاد، يسلمونها إلى هؤلاء الرجال القادمين المتشحين بالظلام، تجري الطائرة مسرعة بعد أن أفرغت حمولتها من الرجال والعتاد فوق الأراضي العربية، بينما رفاق السلاح من المصريين والجزائريين يمشون الهوينى في حذر من أنْ تراهم نقاط حراسة المستعمر الفرنسي.
بعد سنوات قليلة تتحرر الجزائر، وفي صيف العام 1962م، يقف بن بيللا وهواري بومدين ومحمد بوضياف وغيرهم من رفاق رحلة الكفاح والتحرر الطويلة، ليوجهوا الشكر إلى مصر على دورها في تحرير العرب من نَيْر الاستعمار.
عبد الناصر وبن بيللا في الستينيات
مشهد قديم آخر من قبل ستة وثلاثين عامًا:
طائرات سلاح الجو الجزائري تشن غارةً في عمق سيناء المحتلة لتدك حصون العدو الصهيوني ومطاراته على الأرض المحتلة، جنبًا إلى جنب مع قريناتها التي تحمل أعلامًا عربيةً أخرى، مصرية، عراقية، ليبية، بينما الرئيس بومدين يتصل بالرئيس السادات كل ساعة تقريبًا، سائلاً عن الأخبار، وعارضًا المساعدة.
بعد سنوات قليلة تتحرر شبه جزيرة سيناء، ويقف المصريون حدادًا كل عام قارئين الفاتحة على أرواح شهداء حرب رمضان/ أكتوبر 1973م، ومن بينهم جزائريون وعرب ومسلمون من جنسيات مختلفة، فلا فارق، ولا مشكلات.
ما بين هذين المشهدَيْن، صار الكفاح واحدًا، وأصبح الدم واحدًا، واختلطت عظام ودماء المصريين والجزائريين في حفنة تراب واحدة، لا قدرةَ لأحد إلا لله تعالى، على التمييز بين رفات هذا وذاك.
مشاهد أخرى حديثة جدًّا، من أيام قليلة مضت:
دخان النيران يتصاعد من مدرجات أحد استادات كرة القدم، اللافتة لا توضح اسم الاستاد، هل هو استاد القاهرة أو استاد الخامس من يوليو أو "سانك جوييه" في الجزائر، لكن لا يهم، فالمشكلة واحدة هذه المرة.
مجموعة من الأفراد لا يمكن أنْ تعرف من شكلهم ولا من ملبسهم هل هم مصريون أم جزائريون، يعتدون على مجموعة أخرى من الأفراد، ولا أحد يعلم- أيضًا- هل هم مصريون أم جزائريون، فالملامح واحدة، واللسان واحد، والملابس من ذات النوع، وبذات السعر تقريبًا.
عناوين صحف حديثة منذ أيام قليلة مضت:
"أنباء عن وفاة مشجعين جزائريين بعد الهزيمة من مصر في تصفيات كأس العالم"، "اتهامات جزائرية للمشجعين المصريين بالاعتداء على أتوبيس البعثة الجزائرية في القاهرة وإصابة لاعبين"، "السفير الجزائري بالقاهرة ينفي مقتل جماهير الخضر عقب المباراة"، الجزائريون يحطمون مقر شركتَيْ مصر للطيران والمقاولين العرب والسفارة المصرية"، "المصريون بالجزائر: "الحقونا، إحنا بنموت"، والخارجية ترفع الأمر لأعلى المستويات"!!
ما بين هذا وذاك بون شاسع مثير للشجون والأحزان، ولكنه أيضًا مثير للتساؤلات، التساؤلات التي على رأسها سؤالان شديدا الأهمية: ما الذي قَلَبَ الصورة؟!، وهل ذلك في صالح الأمن القومي العربي؟!.
صورة مأساوية!!
إستاد القاهرة احتضن المباراة الأخيرة بين مصر والجزائر
فعلى الرغم من أن الرياضة من المفترض أنها خلقَتْ وظهرتْ من أجل الجَمْع ما بين شعوب العالم، وإفراغ شحنة التنافس ما بين الأمم في صورة حضارية بعيدة عن العنف والحروب والدمار، إلا أننا في عالمنا العربي لا نزال نفرغ الأحقاد وسواد العلاقات والصراعات الشخصية على ساحات الملاعب الرياضية.
ولنا أنْ نقارن ما بين ما يجري الآن على "محراب" مباراة مصر والجزائر، وكأنها معركة مقدسة، وبين مواقف أخرى كانت الرياضة فيها هي مفتاح التواصل بين الشعوب.
المثير للضحك وللأحزان في آن، أن هذه الصورة شارك في صنعها- للأسف الشديد- القيادات السياسية للبلدَيْن، وكان آخر ما جرى في هذا الإطار، إعلان الحكومتَيْن في كلٍّ من مصر والجزائر عن سفر عشرات آلاف من المشجعين مجانًا على حساب الدولة، لحضور مباراة السودان الفاصلة بين المنتخبَيْن، وكأن الفقر قد اختفى من شوارع وأزقة القاهرة والجزائر.
المدهش أن حرب غزة التي كانت تحرق فيها طائرات ودبابات العدو الصهيوني أجساد الأطفال الفلسطينيين، لم تتنادَ فيها النظم العربية لإرسال عشرات الآلاف من هؤلاء المتطوعين لإنقاذ غزة من حريقها الكبير، كما يجري حاليًّا، بل عندما دعا الإخوان المسلمون إلى ذلك زُجَّ بهم في السجون، ومنعت الحكومات في مصر والجزائر وغيرها من البلدان العربية مظاهرات الغضب التي خرجت احتجاجًا على محرقة غزة.
ولنقارن بين ما يجري في إطار سباق منتخبَيْ مصر والجزائر إلى جنوب إفريقيا- وكأنه سباقٌ لتحرير القدس والعراق وأفغانستان من الاحتلال الأمريكي الصهيوني- وبين ما فعلته شعوب الأرض قديمًا، عندما تعبت الشعوب المتحضرة قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام من الحروب والدماء، فاجتمعت في أثينا حاضرة الحضارة الإغريقية في ذلك الحين، لكي تأخذ قرارها بإقامة ما عُرفَ بعد ذلك بالألعاب الأوليمبية؛ حيث استبدلت هذه الأمم ساحات المعارك بساحات الرياضة، لكي تعبر عن تنافسها فيما بينها.
ولذلك صارت ألعاب القوى تستخدم ذات أدوات الحرب القديمة، مثل الرمح والمطرقة والقرص، وصارت ملاعب الأولمبياد أشبه في تخطيطها بساحات الحروب؛ حيث خصصت فيها مساحات واسعة للجري، لممارسة سباق الماراثون الذي كان في الأصل تخليدًا لذكرى أحد المحاربين الأبطال القدامى، ولكن من دون سلاح، وذلك كرسالة من هؤلاء لشعوب الأرض، أن قوة الأمم الحقيقية في صناعة البطل القادر على هزيمة أعدائه في تنافس سلمي شريف، بذات الأسلحة وعلى ذات الأرض، ولكن من دون إراقة دماء.
ولنقارن- أيضًا- حديثًا بين ما يجري بين بلدَيْن عربييْن في هذا الإطار، وبين ما تم بين أرمينيا وتركيا؛ حيث كانت كرة القدم هي مفتاح السر في استعادة العلاقات بين البلدين بالرغم من كل ما صبغ تاريخها من دماء، فكان لحضور عبد الله جول مباراة لكرة القدم بين منتخبَيْ البلدَيْن قبل أشهر هو بداية سلسلة من الخطوات قادت للتوقيع على اتفاق زيوريخ الأخير أقام علاقات ما بين البلدَيْن.
كيف حدث؟!
السؤال فعلاً الآن هو لماذا جرى ما جرى؟!، والإجابة بكل بساطة ذات جناحَيْن، الأول هو نجاح مخططات القوى الاستعمارية العالمية في فصم عرَى العلاقات ما بين الشعوب والحكومات العربية والإسلامية، وجعلها تنظر إلى بعضها البعض في صورة الأعداء، بينما عدو الأمة الحقيقي، الكيان الصهيوني، يظهر بمظهر حمامة السلام!
وتم تطبيق هذا المبدأ في كل المجالات تقريبًا، ففي السياسة صارت إيران- بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع سياسات نظامها- هي العدو وليس الكيان الصهيوني، وفي الثقافة أصبح ممثل السعودية على مقعد اليونسكو هو المنافس الرئيسي-!!- للمرشح المصري في انتخابات الدورة قبل الماضية.
وفي الرياضة صارت مصر هي عدو الجزائر، والجزائر هي عدو مصر، بدلاً من التنافس الشريف، والفرح لوصول ممثل للعرب يشجعه الجميع، بغض النظر عن الجنسيات، في كأس العالم المقبلة.
الجناح الثاني للأزمة هو الأنظمة العربية ذاتها؛ حيث صارت تنظر إلى مصالحها على أنها الأولوية الرئيسية لها، وليس مصالح شعوبها ومصالح الأوطان، وصارت مسئوليتها الأولى هي البقاء في الحكم؛ ولذلك اعتمدت كل وسائل إلهاء الشعوب عن حالها المتدهور، وباتت تسعى بكل طريقة إلى تحقيق انتصارات زائفة، للظهور بمظهر أفضل أمام الشعوب المتْعَبة.
وبطبيعة الحال هذا الوضع لا يخدم الأمن القومي العربي في شيء، بل على العكس، والمتابع للواقع العربي في الوقت الراهن يكاد يجزم أن هذه الروح السيئة التي ظهرت في "صراع المباراة" هذا هو السبب في كل المآسي العربية.
فهذه الروح جعلت كل بلد عربي ينكفئ على نفسه، مما ترك كل بلد عربي وحده نهبةً للمستعمر الجديد، وهو ما ظهر جليًّا في الاحتلال الأمريكي للعراق.
وفي النهاية، فإن معالجة هذه الصورة، لن تكون سوى بتغيير أعمق من مجرد ترديد شعارات في الصحف ووسائل الإعلام، لا يتم تنفيذ روحها، تغيير يعيد معاني الإخاء إلى شعوب الأمة العربية والإسلامية، ويجعلها تؤمن تمامًا أن الأصل واحد!!.
الثلاثاء سبتمبر 01, 2015 5:05 am من طرف azzazya
» مكتبة المعارف الاسلامية
الأربعاء يونيو 18, 2014 5:17 am من طرف Admin
» الاطلس الالكتروني معلومات كاملة عن كل دول و القارات كنز من المعرفة
الخميس أبريل 03, 2014 5:36 am من طرف mohamed2080
» بديل الاوفيس المفاجئه...خاص لعيون الدكتور غريب ادمنا العزيز
السبت نوفمبر 02, 2013 6:51 am من طرف زكريا
» {الاسطورة}اسطوانة شامله بها 30 نسخة ويندوز+برامج متنوعه
الأحد أغسطس 25, 2013 9:21 pm من طرف karimfa
» تردد قناة تايم تركى على النايل سات
الجمعة أبريل 27, 2012 7:20 am من طرف azzazya
» كلاكيت تاني مره روتانا افلام تغير ترددها
الجمعة أبريل 27, 2012 7:17 am من طرف azzazya
» انطلاق روتانا كلاسيك 15 مايو الجاي
الخميس أبريل 26, 2012 3:30 am من طرف azzazya
» ظهرت قناة مصارعة جديدة
الخميس أبريل 26, 2012 3:19 am من طرف azzazya
» قناه مسلسلات جديده
الخميس أبريل 26, 2012 3:18 am من طرف azzazya
» روتانا افلام
الخميس أبريل 26, 2012 3:13 am من طرف azzazya
» اروع شاشة توقف هدية لاعضاء المنتدى بالسيريال
الإثنين مارس 19, 2012 12:51 am من طرف isacco
» الموسوعة القرانيه كاملة ادعو لابى بالرحمة والمغفره
الثلاثاء يناير 31, 2012 12:55 am من طرف Admin
» مفاجأة حمل المصحف كامل Mp3 للمقرئ اللى تختارة !!!!!
الثلاثاء يناير 31, 2012 12:40 am من طرف Admin
» برنامج رائع وعلى مسؤليتى خش وحمل
الأربعاء ديسمبر 28, 2011 7:00 am من طرف اسامه امير
» الآن العملاق انترنت دانلود مانجر باصدار نهائي 5.18+الباتش القاتل+
الأربعاء ديسمبر 07, 2011 2:01 pm من طرف طحيمش
» مصرع 6 وإصابة 10 فى حادث مرورى بالغربية
الإثنين نوفمبر 14, 2011 11:06 pm من طرف محمود العزازى
» «التعليم»: سجلنا 491 ألف معلم في «الكادر» .. ومد المرحلة الثالثة إلى بعد العيد
الأحد نوفمبر 06, 2011 12:45 am من طرف محمود العزازى
» حسبنا الله ونعم الوكيل
الأربعاء نوفمبر 02, 2011 4:50 pm من طرف محمود العزازى
» ملف الحج الكامل لاجل عيون الحاج السيد
السبت أكتوبر 29, 2011 1:33 am من طرف Admin